حيدر المنصوري
والدي الحبيب كم افتقدك وكم اشتاق اليك وكم يعتصرني الم فراقك المفاجئ .. رحلت عني وأنا في ذروة الاحتياج اليك ..في صدري تجثم الهموم وفي داخلي تتكسر اللوعة وفي عيني تتزاحم الدموع .. منذ فترة طويلة لم انم كما هي البشر .. أضربت عن النوم احتجاجا على عدم مرور طيفك في منامي لأعانقه واشكيه همي ويخفف لوعتي واذرف الدمع في حضرتك القدسية . والدي بسبب فقدك ارتكبت الإثم الكبير ، فقد حبست كلمة (ابي) في زنزانة الرغبة ولم انطق بها ولم اخلي سبيلها وها هي تصارع الموت داخلي وانا اعلم كم انها عظيمة فهي مقرونة الرحمة الإلهية. يا من سلب فراقه راحتي واعتقل فرحي واعدم بسمتي وبعثر باقي أيامي في أزقة غربة . والدي الحبيب انا اليوم لا أريد ان ارثيك يا من امر الله لك بالطاعة من بعده، بل اريد ان أخبرك وأذكرك ايها العامل المسكين منذ ان أجحف حقك حين حولك اللا نظام السابق الى موظف ان الدولة التي أفنيت عمرك في خدمتها لم تنعيك ابدا ، وإنما بادرت فور موتك الى قطع راتبك التقاعدي الذي لم تهنئ به حتى لعام ، ومنذ وافتك في 21 شباط من العام المنصرم 2012 والى اليوم ولم نعرف اين راتبك التقاعدي الذي قررنا التنازل عنه لخزينة الدولة ليس لكونك من البرلمانين او أعضاء الحكومة المحلية بل لأننا نشعر بالاهانة حين نراجع الدوائر ذات العلاقة ونتحسر على سني عمرك التي زادت عن الأربعين في خدمة الوطن في شركة موانئ العراق مع الكادحين من رفاقك في العمل لكن زوجتك المسنة ورفيقة دربك في التضحية والإيثار تلك العجوز التي أورثتها هموم الحياة وجور الأيام مرض السكري والضغط وغيرها من الأمراض وطبعت سنوات خدمتك تجاعيد على وجنتيها التي أصبحت مرآة حزننا وهي الآن تتعكز على ذكراك وتتصفح مذكراتك الأليمة طيلة رحلة جهادك بتفاصيل معاناتها وألمها في سد رمق عيش أسرة تزيد عن ثلاثة عشر شخصا بعرق جبينك الشريف غضبت وحزنت ولم تقبل بالتنازل عن حقك المفقود ، انها تقول : احتاج الى مبلغ التقاعد لأذهب به كل ما استلمه الى قبر أبيكم لأعاتبه على نقض العهد معي ولما ترك نصف حياته ورحل. نعم أكثر من أربعين سنة من عمرك يا والدي المظلوم تضيع ما بين التقاعد والبطاقة الذكية ومصرف الرشيد فرع العشار الظالم الأكبر لك والسارق لسني جهادك العملي وعرق جبينك على مدى طريق عملك الشاق .
منذ شباط /2012 والى الشهر الجاري من العام2013 ولم نعرف أين راتب والدي التقاعدي رغم مراجعاتنا المتكررة لهيئة التقاعد والذكية ومصرف الرشيد فرع العشار في البصرة إلا بعد مساعدة إنسانية من مديرة البطاقة الذكية في الجنوب الأستاذة نهى التي قامت بجهد استثنائي ليس معي طبعا وإنما كان تعاملها مع الجميع بهذا الشكل وشاهدت ذلك بأم عيني مع اني لا تربطني بها علاقة شخصية ولكن راجعتها بصفتها المسؤولة واهتمت بالموضوع من منطلق واجبها وإنسانيتها وأشارت ان راتب والدي في مصرف الرشيد فرع العشار وأعطتنا مشكورة تفاصيل تثبت ذلك وعند ذهابنا الى المصرف الذي وللأسف الشديد متسيب أداريا الى حد لا يعقل عرفنا ان /شغلتنا بيد ابوعبد الله / لا اعرف اسمه طبعا وهو غير موجود وقتها وقام بديله بعدمعانات البحث البدائية جدا بإخبارنا أخيرا وجود راتب والدي وحرر لنا كتاب الى هيئة التقاعد يتضمن ثلاثة وجبات من راتب والدي التقاعدي يعني ستة أشهر من العام الماضي فقط الى شهر السادس من العام2012 وباقي من العام ستة أشهر أخرى الى شهر 12 / 2012 وعندما وصلت هيئة التقاعد فرحا بالكتاب اخبروني لا يمكن صرف المستحقات الا بعد ان تتكامل مبالغ المستحقات لسنة كاملة وأعادوني بكتاب الى المصرف والذكية في اليوم الواحد أكثر من /4/ مرات دون جدوى واحدهم يحمل الأخر مسؤولية فقدان المبالغ المالية المتبقية ، وانا على هذا الحال حتى اليوم الذي أثبتت فيه هيئة التقاعد والذكية ان راتب والدي في ذمة مصرف الرشيد فرع العشار وهم من يتحمل المسؤولية الكاملة وزودوني بكتاب رسمي الى المصرف المذكور ولكن عند مراجعتي اليوم الى المصرف تعمد الموظف ابوعبدالله ان لا يتجاوب معي وهو على هذا الحال منذ ان راجعته وبعد شد وجذب اصطحبني الى مدير المصرف الذي أيقنت انه غير متعاون وكان يسخر من الموضوع ويتحدث بطريقة الاستهزاء وللأسف على العموم/ الموظف يقول مفتاح القاصة التي فيها معاملة والدك في حوزةا لمدير والمدير يقول لا اسلم المفتاح لأحد ولا اقوم لفتح القاصة الا بعد الساعة الثالثة ظهرا وعليك الانتظار في الخارج/ علما ان المصرف يباشر في التاسعة ويغلق أبوابه قبل الثانية عشر ظهرا يعني ساعات العمل لا تتجاوز/3/ ساعات اي خدمة مواطن تلك !!! وهذا روتين يومي عرفته من خلال مراجعتي المتكررة لهم ، كان يعني السيد المدير بذلك ازاحتي من مكتبه .وحاولت اشتكي لدى المفتش العام للمصارف الذي عرفت انه الأستاذة سالمة لكن غير موجود للأسف ان بناية مفتش عام لا يوجد فيها احد ومغفلقة الأبواب . وذهبت بعد ذلك الى مندوب المصارف كذلك لم اعرف اسمهما ولكن صدمت جدا حين قالت ان ابوعبدالله موظف خدمات كيف يعمل لك معاملة تقاعد وأجلت الموضوع الى الأحد بحجة الساعة الواحدة بعد الظهر والوقت ازف على ذاهبا الى البيت لان الحق يمكن ان يؤجل كونه غير ضروري اما الباطل نتفاعل معه ونجعل من العطل دوام حتى ننجزه . والى اليوم لم اجد الحل المناسب لقضية الراتب التقاعدي لوالدي ولا اعرف هل سرق ام هنالك خطأ غير مقصود ومن يتحمله ؟!! ولا اعرف هل ان المصارف العراقية لا توجد فيها أوليات او حاسبات حتى تتابع دورة صرف الراتب وتعرف اين؟!! اين الرقابة واين النزاهة واين المفتش العام واين محافظ البصرة ورئيس مجلسها واعضاء الحكومة المحلية من هذه المهزلة التي تسرق خلالها حقوق من بذل عمره في سبيل خدمة الوطن والله لقد وجدت على الأبواب أناس يودعون الحياة بقهر العوز ودعوة مظلوم على ظالم سرق حقوقهم وآخر لم ينتصر لهم.
0 التعليقات:
إرسال تعليق